الرجال كلهم سواء ومتشابهون
هذه العبارة غالبا ماتطلقها المرأة إذا ماثار رجل على زوجته أو هجرها أو غدر بها مع أخرى،وكذلك في حال بخل الزوج أو الأب، وعلماء النفس لهم رأي آخر في ذلك إذ أنهم يقسمون الرجال إلى أنواع وفي هذا اللقاء نسلط الضوء على الأنواع السلبية·
ولكن الدكتور أحمد النجار المختص في الأستشارات والدراسات والتدريب له رأي آخر وينصح المرأة قبل أن تحكم على الرجل وتصفة بصفات ليست فيه عليها دراسة تصرفاته لتعرف أي نوع هو، كما يستطيع الرجال أيضا أن يتعرفوا على انفسهم من خلال صفاتهم إذا ماتابعوا معنا الحديث عن صفات الرجال التي تدل على أنواعهم·
يقول الدكتور أحمد :
أن هناك أنواعا مختلفة من الرجال ولكل نوع صفات تخصة وتميزه و تجعل كل رجل يختلف عن الآخر ونستطيع أن نعرف كل نوع من خلال التصرفات وأسلوب التحدث ومن خلال الألفاظ التي يمكن أن يتفوه بها خاصة فيما يتعلق بعلاقته مع المرأة،ولكن في الغالب لا يعرف الرجل الصفة التي تنطبق عليه، ومن الرجال العصبي،و تتوفر في الزوج (العصبي) مجموعة من الصفات تدل عليه·
فالعصبي في الواقع طيب القلب ولكنه سريع الغضب وهو حاد المزاج شديد الإنفعال ويشعر بضرورة الإسراع في الهجوم على الآخرين قبل أن يباغتوه بالهجوم، ونجده لا يثق بأحد ويركز على نقاشات
ثم هناك الرجل (المتصيد) للأخطاء ويطلق عليه(الشكاك) وهو ضيق الأفق ولا يتورع في التعليق على أتفه الأخطاء ونجده ثائرا دائما ويلجأ للعنف عند الكلام ورغم أنه يسعى أن يكون اداؤه نموذجيا في كافة الأمور إلا أنه ينزعج من تذكيره باخطائه،ولذلك فهو يراقب الآخرين بدقة في كل تصرفاتهم·
ومن الرجال الزوج (المؤنب الممل) وهو يجيد إشعار الطرف الآخربالذنب بصرف النظر عن الأسباب الحقيقية للأمور،ويجيد أيضا أستخدام النقد لتأكيد آرائه وأحكامه كما إنه يستغل الخطأ ويجسمه حتى يقنع غيره ويسيطر عليه عند ذلك،وبمعنى آخر هو يمسك بيديه حتى يوقعه في مصيدة الإحساس بالذنب وهو لاينسى الخطأ ودائما مايذكر الطرف الآخر به ويقدم اللوم وهو ممن يهتم بالأداء ويتناسى الولاء·
ويضيف الدكتور النجار: أما إن دخل حياتكم رجل أو زوج (متصلب متشدد) فإننا نلاحظ عليه إنه عنيد صاحب إرادة حديدية يتشبث بأفكاره ويفرض رأيه بقسوة وعصبية وتزمت واضح وكل مايرغب به هو تنفيذ مايطلبه بدون نقاش، وهو يهتم بالنظام والقواعد أكثر من أهتمامه بالناس ويخشى على سلطته إذا ماغير آراءه ولا يعترف بأخطائه الناجمة عن تفرده·
وأضاف: هناك الزوج (القاضي) الذي ينصب نفسه قاضيا ويوجه الحكم دون أن يعرف التفاصيل إن كان هناك مخطىء أو على صواب ولا يعترف بفشله مطلقا فهو يجيد فن الهروب من المآزق فهو أعلم الناس بقوانين اللعبةودائما لديه ضحية على خطأ،كما يجيد هذا الرجل الاحتفاظ بالسيطرة والجلوس على منصة القضاء ويلمح للخطأ ويصرح به،كما أن لديه مهارة في اتهام الآخرين واستعراض هفواتهم·
ولم يتحدث الدكتور أحمد عن الرجل (المزواج) كثيرا ولكنه وصفه بأنه متزوج من أكثر من أثنين أو تجارب طلاق سابقة وله نظرته الخاصة عن المرأة·
ومن الرجال الذين يحيلون حياة من حولهم إلى جحيم الزوج (الطاغية) ومن صفاته الأستبداد وهو قاس وديكتاتور عدواني، يغير ويبدل القواعد واللوائح حسب رغباته ونزواته ويمتلكه نفوذ لا سلطة ويقاوم تفويض السلطة للغير،وهو يخشى من فقدان نفوذه وتحكمه في مجريات الأمور ويحلو له دائما أستضعاف من يتعامل معه وسحق إرادته ويقاطع الحديث من منتصفه ويمزق ملاحظات المتحدث،وإن تم توجيه أي نقد له فإنه يعلن الحرب على الناقد وهو يحب طقوس الولاء·
( ياساتر لو عندي زوج مثلة كا انا اللى طلقتة)
(ولا صورة ما راح توصفة)
وقال الدكتور أحمد : هناك أيضا (الحانق) وهو ذلك الذي نجده غير راض عن شيء في حياته ولا عن عمله ولا حتى عن الآخرين ونجد أن تصرفاته غير مخطط لها وتنتابه نوبات غضب مفاجئه وجنون مؤقت دون سبب واضح وهو على قدر عال من الحساسية المفرطة وإذا قدمت له رأيا يظن أنك تنتقده هو شخصيا وهو كذلك دائم الأعتقاد بأن مايقوله هو السليم والصحيح وأن من يتعاملون معه ليس لديهم القدرة على أستيعاب الأمور،
وهناك الزوج(مدعي الفضل) وهو ممن ينسب العمل لنفسه وبصورة فجة متغطرسة وبأنانية ويعتقد أن ذلك حق مكتسب له لأنه هو الذي يقود العمل ويوفر لك كل شيء وهو يتحسس من أي نقد أو أي ملاحظة،ويفتخر بالنجاح ويرغب في عدم مشاركته لأحد فيه، لذلك نجده متعطشاً للحصول علي ماهو جديد لينسب لنفسه الفضل والفخر
الضبط والربط
أما الزوج (الضابط) فهو عسكري قبل أن يكون زوجا ويستخدم أسلوب الضبط والربط والسمع والطاعة العمياء ويطغي على حياته أستخدام الأسلوب البوليسي والعسكري في القول والفعل، لذلك نجده دقيقاً ومنظماً ويحول آراءه إلى أوامر، أما (التافه) فإنه يعرض رأيه بطريقة صاخبة وبصوت مرتفع ووقاحة أكثر من اللازم وهو محاط دائما حيث يحبذ الضجيج والغضب، وهو مزعج بصورة غريبة حيث يكثر من الجدال والنقاش دون معنى وإذا وجدمنك أي خطأ فقد وقعت بين فكي أسد شرس، ومن صفاته أنه يحب إشعال نار الفتنة كثيرا ويحلو له إعطاء الحكم والمواعظ ويعرض مساعدته، بل قد يفرضها عليك، وعند تحدثه للآخرين يقوم برفع صوته معتقدا ضرورة ذلك حتى يسمعه الآخرون وهو يقول( ينبغي أن أصيح كي أسمع) ويحدث أستخدام الصوت العالي لتجاوز الأكاذيب أو الفبركة
هناك أيضا الرجل (الأبلة) وهو ذو سلوك سيء جارح للمشاعر ويبتكر من الطقوس مايجبر الطرف الآخر على الألتزام بها دون أن يلتزم هو بها ويرى الكثيرون هذا الرجل اخرقاً ومعتوهاً حتى زوجته وفي الغالب هو غير متعلم ويؤمن بالخرافات·
ويكمل الدكتور أحمد النجار بقية أنواع الرجال:
الرجل (السخيف) يرغب في إجراء التعديلات عن طريق النقد اللاذع وأمام الغرباء ويرى نفسه ظريفا وكذلك خفيف الظل ونجد أفكاره وآراءه تفصيلية تافهة وهو يحب أن يثبت وجوده من خلال النقد والتقليل من شأن الآخرين ولا يحسن التعامل ولا الحوار وأهتماماته بسيطة·
والرجل (المنشغل) هو نوع نجده كثيرا بين الرجال وهو يطلب من الجميع أن لا يزعجوه بطلباتهم المستمرة فهو منشغل في العمل ويرى أنه يستطيع أداء كل الأعمال وعلى درجة عالية من الدقة، وينغمس في أعمال كان من الممكن أن يؤديها عنه مساعدوه،ويرى أنه إذا قام بتفويض ناجح للأعمال سوف يكون بلا أهمية في العمل وهو عادة لا يخطط للمستقبل بعناية ويشعرك بالإحباط ويعتقد أن من حوله لا يدركون حجم المسؤليات والمهام الملقاة على عاتقه،ولذلك هو كثير الهموم·
ويستطيع الأنسان أياً كان أن يتعرف على الرجل (المهمل) من خلال عدم أهتمامه بما يحتاجه الطرف الآخر وبما يسببه له من متاعب ولا يقدم يد العون ولا يتدخل ولا يهتم بأي شيء ويتفرج ولا يحرك ساكنا وهو دائما لديه اهتماماته الشخصية،
أما (الثرثار) فهو مريض بداء الحديث المتواصل ويحكي أمورا لا معنى لها وليست ذات صلة بما يعرض من أمور ويرغب أن تشاركه زوجته أو من يجلس معه جميع اهتماماته وخبراته،والزوجه مفروض عليها سماعه لأنه زوجها وهو يظن أن مايقوله كلام ضروري لما تقوم به من عمل ويغلب عليه طابع المرح وهو أجتماعي يحب الناس ويوقع نفسه في الحرج كما يوقع زوجته أو مرافقه بسبب ثرثرته·
عكس الرجل الثرثار هناك الرجل (الصامت) الذي لا يستجيب لماتقوله وهو يرفض أن يطلعك على سر صمته ويستخدم أيضا ذلك الصمت لخدمة أغراضه وهو يدرس الأمور بصورة أكثر تعمقا ولذلك نجده هادئاً في ردود أفعاله ويندر أن يبدي من الأفعال مايعبر عما يجول بخاطره،
وفي حياتنا قد نقابل الرجل (الطيب الساذج) وهو جاد في عمله ولكنه طيب القلب يصدق كل مايقال له ولا يعتقد أن الدنيا بها شر أو كذب أو خيانة، وهو غير قادر على حسم أي نزاع ويحلل في مسارات لا وجود لها·
ويكمل الدكتور النجار:
المتردد المتذبذب هو شخصية ضعيفة الرأي يتراجع عن كلمته بسبب عدم الإحساس بالأمان، ولذلك نجد هذا النوع من الرجال يخاف من أتخاذ قرار أويخشى نتائج أتخاذه ولذلك هو لا يثق بنفسه ويحس بالنقص وأن هناك عيبا في سلوكه أو أسلوبه،ونجده غير متأكد من أي شيء وسريع التأثر بكلام الآخرين·
محتار ومتردد
ومن الشخصيات التي تثير حنق وغضب من يتعامل معها الرجل (المسترخي) وهو من يؤجل الأعمال فربما تختفي المشكلات مع الوقت وهو محتار ومتردد وإذا أخطأ يشعر بأنه في حالة أنعدام وزن وعدم الأمان ويصاب بالإحباط والأكتئاب التام، وهو يتوقع من الآخرين القيام بأدوراه وحل مشكلاته ولا يفهم قانون الأولويات ولا يصلح مافسد ولا يرمم ماأنكسر ولا يشتري الضروري ولا يتخذ قرارا نافذاويهرب من الواجبات الأسرية
من الملل أن نعاشر هكذا شخصيات ومنها (النمطي) وهو يطلب إتقان الأشياء التافهة وهو ضيق الخلق ويراعي ويدقق جدا في الأشياء التي لا يراها أحد ويفتقد إلى الخيال ولا يملك فهما علميا دقيقا ولا يفكر في التطوير،
كذلك يدعو للملل أن نعاشر رجلا باردا، و(البارد) غير أجتماعي ولا يهتم بتبادل الأفكار مع الغير ويشبه جبل الجليد وهو لا يظهر مشاعره وكتوم يستخدم الصمت عند المناقشة والرد ولا يرغب في أن يزعجه أحد
أما الرجل (الموسوس) فهو ذلك المعقد المتجهم دائما وصوته تجده عاليا وهو لا يتمتع بالمرونة في حل المواقف والأزمات وهو كثير الشكوك وإنفعالاته غير متوزانة ويخاف ويتوهم المرض ودائما مايتوقع الشر،
وعند سؤال الدكتور عن أسباب التحدث عن الأنماط التي تتسم بالسلبية أو الجمود فقط قال:
الأسوياء عادة ما يكونون طبيعيين في تصرفاتهم مع من حولهم ولا يثيرون الكثير من المشاكل ونجد بهم الكثير من الصفات التي تجعلهم محبوبين ولذلك تأتي شكاوى الناس والزوجات من الأنماط التي ذكرتها·